سياسيون ومثقفون : حرية التعبير ووعى الشعب المصرى ضمانة أساسية للاستقرار

أعرب عدد من رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة عن تقديرهم لحرية التعبير التي يتمتع بها المصريون لإعلان رأيهم ومطالبهم فى القضايا الداخلية للوطن بحرية كاملة دون أى ضغوط أو قيود ، وقالوا إن اختيار اليوم الذي يحتفل به المصريون جميعا بعيد الشرطة فى ذكرى صمود ضباط الشرطة فى وجه الاحتلال البريطاني عام 1952 لم يكن مناسبا للتعبير عن مطالبهم اليوم ، وأشادوا بدور قوات الأمن فى تأمين مكتسبات الشعب ضد اى محاولات للنيل بها وضبط النفس فى مواجهة المتظاهرين ، مؤكدين أن بعض القوى السياسية تحاول استغلال آلام الجماهير للمتاجرة بها والحصول على مكاسب سياسية .مؤكدين أن وعى الشعب المصري وإيمانه بما تحقق من انجازات على أرض الواقع جعل الملايين من أبناء الشعب لا تتجاوب مع هذه الدعوات للتظاهر او الإخلال بأمن واستقرار البلاد .

وقال الدكتور نبيه العلقامى عضو الأمانة العامة للحزب الوطني إن المجتمع المصرى مجتمع قيمي يحمل فى عقله وقلبه امانة مسئولية هذه الأرض المقدسة مصر ولا يوجد مصري يمكن أبدا ان يضر او يفكر إلا فى الوفاء بمصر الدولة ، ومصر الشعب ، وأن هذه الدعوات لن تحقق وجودها الا فى الفراغ الاليكتروني .

وقال إن المصريين أذكياء لا يلتفوا الا لما به صالح الوطن مهما كان درجة تعليمهم او حاجتهم او ظروفهم ، وأن القرار المصري أصيل نابع من إرادة الشعب ولا يمكن إلا أن يكون وطنيا .

بينما قال الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة إن التسويق الاعلامى لما أسماه البعض بيوم الغضب خلق واقعا افتراضيا وتخيليا ، بدليل ان بعض الوجوه المعروفة المعارضة شاركت فى هذه المظاهرات الأمر الذي يؤكد أن هذه الشريحة لا يمكن أن تكون معبرة عن الشارع المصري الحقيقي . وأضاف أنه مع مزيد من الوقت وتحليل المشاركين سيتضح لنا أنهم نفس المحرضين فى التجارب السابقة وبالتالي ليس لديهم ما يجعلهم يكسبون أرضا جديدة او فئات جديدة .

قال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل إن الشعب المصري قال كلمته بكل جدية وحزم لا لتنفيذ أجندات خارجية لا للتخريب لا لزعزعة استقرار مصر فى عيد أبناءنا من رجال الشرطة .. مشيرا إلى أنه خرج كسياسي ليتابع مدى جدية الدعوات للتظاهر ولمس عدم استجابة المواطنين لمثل هذه الدعوات .

وأضاف أن الذين خرجوا للتظاهر هم تنظيم الإخوان غير القانونى والجماعات السياسية التى تتلق تمويلات من الخارج ، ولكنهم لم يحققوا هدفهم المنشود وهو شل الحياة فى العاصمة والمحافظات فالشارع يسير بشكل عادى ، وكما توقعنا فى حزب الجيل أن الشعب سيلفظ دعوات التظاهر وتنظيم الاخوان هم الذي نزلوأ لإعطاء مظهر المظاهرات فى الشارع .

وأوضح الدكتور وحيد الأقصرى رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي إن هناك وجوها معروفة هى التى شاركت فى مظاهرات اليوم ولكن ملايين من ابناء الشعب لم تستجب لهم. وأضاف أنه جدير بالحكومة أن تتفهم مطالب أبناء الشعب وان تعمل بكل ما تملك من إمكانات للاستجابة لهذه المطالب حتى تغلق الباب امام من يتخذون منها ذريعة للتدخل فى الشئون المصرية بمساعدة بعض العناصر داخل مصر .

وقال الأقصرى ان المظاهرات التى قامت اليوم هى ليس بشعبية ولكنها نخبوية من حركة كفاية و6 ابريل ومن بعض التيارات الأخرى التى اعتدنا على ان نراها دوما كما رايناها وهى تستقبل الدكتور البرادعى فى مطار القاهرة لذلك فهى ليست تعبيرا شعبيا .

وقال الفنان محمد صبحى "أنا بقول ان هذه اللحظة خطر على مصر ، ولا يصح أن نقلد دول أخرى أو مجتمعات أخرى لاننا لنا شخصية وهوية مستقلة ، وأتفق مع أى إنسان يريد أن يحتج ولكن أختلف فى اختيار التوقيت والمكان المناسبين ، فقبل قيام بوعزيزى فى تونس بحرق نفسه كانت توجد فى مصر حالات انتحار ولكنها لم تؤد إلى ثورة" ، وغير منطقى أن نقارن رئيس برئيس أو نظام بنظام .. مشيرا إلى أننا نعيش فى مصر حرية إعلامية ملموسة ونقول ما نشاء بحرية ولو تفوهنا بما نقوله الان فى عهود سابقة لحدثت مذابح ، وهذا شىء لا ينكره أحد .

ووصف صبحى الثورة التونسية بأنها حركة بلا رأس وبلا تنظيم وهنا تكمن خطورتها ولكن قوتها أنها كانت احساس جمعى فى لحظة سابقة دون اتفاق ولكن لا يوجد من يحركها .. مشيرا إلى أن مصر حينما قامت بثورتها فى 1952 قادها الضباط الأحرار ، وحينما نظمت مظاهرات قادها أبناء مصر الوطنيون المشهود بوطنيتهم لدى الجميع مثل أحمد عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول ، وحركتهم كانت مطالب المصريين .

وأوضح أن ما يحدث اليوم من بعض المظاهرات ليس إحساس جمعى لدى المصريين وما قاموا به ليس الحل الجمعي أيضا الذى يراه المصريون ، وطبيعة الشعب المصرى انه لا يستجيب لمحاولة توجيه أو تعبئته ، فحينما يتحرك .. يتحرك من تلقاء نفسه وهذا هو الاحساس الجمعى .

وقال أحد المواطنين ويدعى محمد عادل مهندس كمبيوتر إن الدعوة التى وجهت للتظاهر جاءت من جماعات انتهازية ، والشعب المصرى لا يتحرك إلا من تلقاء نفسه وهذه الجهات لا نعلم من وراءها ، وهى جماعات تستغل نقاط الضعف الموجودة فى المجتمع لتحقق مكاسب شخصية وسياسية لهم .