الأغنية الوطنية تعيش أزمة حقيقية؟

منشاة سلطان

هل أصبحت الأغنية الوطنية تعيش أزمة حقيقية؟
ولماذا لم يعد لها وجود علي الساحة في الوقت الذي انتشرت فيه اغاني الفيديو كليب الهابطة ؟
ولماذا أحجم المطربون والشعراء عن تقديم مثل هذه النوعية من الأغاني رغم الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة العربية؟
لم تعد الأغنية الوطنية مجرد حالة عابرة في حياة الناس تتردد على مسامعهم في مناسبات خاصة، ثم تعود فتختفي، ثم تعود فتظهر من جديد حسب الظروف التي تفرض ظهورها.
والأغنية الوطنية المصريةعايشت معارك مصر وكفاحها، ووصلت بشفافية وصدق إلى قلوب الناس فأحبوها ورددوها وتزودوا بنغماتها يوماً بعد يوم ولحظة بعد لحظة..
ولا أحد منا إلا وتأثر بموجة أغنيات الخمسينيات والستينيات، وفي ذلك الوقت كانت تلك الأغنيات تحمل هموماً مصرية، وكان الناس يحفظونها عن ظهر قلب، وقد دخلت وقائعها في صلب الحياة السياسية المصرية
فأم كلثوم تروي حكاية اللحظات الحرجة في أغانيها الوطنية، وعبد الحليم حافظ يروي حكاية لحظات الحماسة في أغانيه.

البعض يرى أن اللحظة التاريخية العظيمة هي التي تفرز أغنيات وطنية خالدة،
ف بالرغم من تسلح الأغنيات الوطنية الحديثة بالصور التليفزيونية الحية التي تثبت وقائع الحدث وهو ما يضيف إلى الأغنيات بعدًا تأثيريًّا بصريًّا قوامه الصدق والواقعية، فإن غالبية هذه الأغنيات ليس لها تاثير

ولعل الجميع يتفق على ما للأغنية من تأثير فاعل في استجلاء الحس الوطني وتحفيز مشاعر الناس تجاه قضية الوطن، واستنهاض قيم الخير والفضيلة وحب مصر، الذي لاينهض ويستقيم الا بهمة الشرفاء من ابناء شعبه.