[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مصر بين ثورتي 23 يوليو و25 يناير
المصدر: د. مغازي البدراوي
التاريخ: 22 يوليو 2011
يوافق غدا الذكرى 59 لثورة 23 يوليو المصرية عام 1952، وهذه أول ذكرى لها بعد ثورة 25 يناير، وقد جرى الكثير من الحديث خلال الأشهر الخمسة الماضية حول المقارنة بين الثورتين.
وهي بالقطع مقارنة غير موضوعية للاختلاف الكبير بين الثورتين شكلا وموضوعا، لكن رغم هذا هناك الكثير من الروابط بين الثورتين، ومن أهمها الدوافع والأسباب التي أدت إليهما، أتذكر حديثا في العام الماضي للمفكر المصري "جلال أمين" قال فيه "إن مصر تعيش الآن نفس الظروف التي كانت تعيشها قبل ثورة 23 يوليو عام 1952"، وأنا أؤيد هذا الرأي تماما.
وكنت أكرره كثيرا في حديثي وكتاباتي، وبنظرة موضوعية متأملة سنجد أن فساد الحكم وأحوال الشعب المصري في عهد مبارك تشبه إلى حد كبير ما كانت عليه قبل ثورة يوليو في مختلف النواحي، حيث مؤسسة حاكمة (شبه ملكية) يعشش فيها الفساد ويسيطر عليها مجموعة من اللصوص ينهبون أموال .
بينما الشعب لا يجد قوت يومه ولا تقدم له أية خدمات تذكر، وحياة سياسية حزبية فاسدة تدور في فلك النظام الحاكم تمثل أدوار المعارضة لكنها لا تملك الرغبة ولا القدرة على إحداث أي تغيير، ورموز المعارضة تنتقد وتنافق في آن واحد، وكل طموحاتها أن تحظى برضا النظام لتنال شيئا من السلطة أو الثروات المنهوبة، وحكومات تأتي وتذهب ولا تغير من الواقع شيئا سوى للأسوأ، أما العامل الأساسي والرئيسي.
وهو الاستعمار الأجنبي، فمثلما كان قبل ثورة يوليو 1952 متمثلا في الاستعمار البريطاني، نراه في عهد مبارك متمثلا بوضوح في نفوذ إسرائيل الذي تغلغل في المجتمع المصري بشكل واضح على جميع المستويات وفي شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحتى في المجالات العسكرية وفي السياسة الخارجية لمصر التي كانت موجهة تماما لصالح إسرائيل على حساب مصالح مصر ومكانتها على المستوى العربي والإفريقي والعالمي، وقد سمعنا من أحد الوزراء السابقين في إحدى الحكومات في عهد مبارك في حديث تليفزيوني بعد ثورة 25 يناير يقول ان إسرائيل كانت تتدخل بشكل مباشر في تشكيل الحكومات المصرية واختيار الوزراء في عهد مبارك.
وفي اعتقادي أن أحوال الجيش المصري قبل ثورة يوليو لا تختلف كثيرا عنها قبل ثورة يناير، فكلا الجيشين لم يكن مؤهلا تأهيلا حقيقيا لمواجهة العدو الحقيقي للبلاد، فلم يكن الملك ليعد الجيش لمواجهة الاستعمار البريطاني، ولم يكن نظام مبارك الخاضع لتوجيهات واشنطن ليعد الجيش المصري لمواجهة إسرائيل، وحتى لو فرض عليه أن يحارب عدوا آخر غير إسرائيل فستتولى عنه واشنطن وحلفاؤها هذا الأمر، شريطة أن يظل كما هو على ضعفه بالمقارنة بالعدو الإسرائيلي.
لقد استطاعت ثورة يوليو أن تقف على أقدامها وتحقق الكثير من أهدافها وتغير مجرى التاريخ المصري والعربي والعالمي أيضا، لكنها بالقطع واجهت صعوبات وعقبات ربما تكون أكبر بكثير مما تواجهه مصر بعد ثورة 25 يناير، خاصة في مواجهة القوى الاستعمارية العالمية الكبرى التي تعاملت مع الثورة المصرية على أنها عدو خطير يهدد بشكل مباشر مصالحها في مصر وخارجها، وعاشت ثورة يوليو أربع سنوات تكافح ضد أعداء الثورة في الداخل والخارج، ولم تبدأ برامج التنمية والبناء إلا بعد التحرر من الاستعمار عام 1956.
وفي اعتقادي أن ثورة 25 يناير ستصمد ولن تتراجع، لكن عليها أولا أن تتخطى مرحلة النضال ضد أعداء الثورة سواء في الداخل أو الخارج، ولا نقصد هنا أن تخوض مصر حروبا مع العدو الخارجي، فهذا أمر فرض على ثورة يوليو ولم تختاره بإرادتها، ولكن مطلوب الآن أن تستعيد مصر إرادتها وأن تملك قرارها، وهذا أمر يصعب تحقيقه بدون التفاف الشعب حول القيادة مثلما حدث بعد ثورة يوليو.
_________________
لكـــــــــــــــل امرئ دار *****
وداري منـــتدى احباب منشاة سلطان أهيم فيها يمنة ويسرة *****
والقى فيها صحــبي الأبـــرار أنـــهل منها علم ونور *****
وكنوز معرفة أسرار واســـرار كشامة على خد حسناء *****
تزينت فزادت حســناً ووقار وفي الليل البهيم تلألأت *****
كأنها علم على رأسـها نار ومن عبق ريحها وعبيرها *****
تفتحت بين جناباتها أزهار لله درك يامنشاوية فقد غدوت *****
شمساً أحاطت بها الأقمار فالزم اعتابــــــــها *****
فإنـــها ساحة الأخيــــــــــــار*****