بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك الكثيرون الذين يظنون ان الزواج جنة الخلد, تلك الجنة التي تجري فيها الامور وفق ما تشتهي الانفس وتلذ الاعين, وفيها المتع وليس فيها الواجبات والواقع بخلاف ذلك, فالزواج مسؤولية وواجب بالاضافة الى كونه بهجة ومتعة, وهو ليس باباً الى السعادة وليس حارساً يحرس السعادة, وانما هو يحتاج الى ما يحرسه وعلى الزوجين ان يمتلكا تعاطفاً فوق المعتاد, اي مقدرة خاصة تدفع كل طرف الى ان يوحد ذاته ويدمجها في ذات الاخر, فهذا هو الحارس الحقيقي للزواج والسعادة في الزواج.
واذا راينا في عصرنا الحاضر ان الذين اعدوا اعدادا جيدا للحياة الزوجية قليلون, فذلك لانهم لم يتعلموا قط ان ينظروا بعين الاخر, وان يسمعوا بأذنيه ويشعروا بمشاعره.
وهكذا يخفق في الزواج الانسان الاناني, لان الاناني لا يهتم الا بنفسه ولا يرى الا نفسه, انه طراز من الناس لا ينتظر منه ان يغير من اخلاقه في يوم وليلة بمجرد ان تنضج عنده الحاسة الجنسية.
انه شخص غير مستعد للزواج كما انه غير مستعد للحياة الزوجية والاجتماعية. ان الاهتمام الاجتماعي بطيء التكوين بطيء النمو ولا يتوفر الا لدى الناس الذين دربوا منذ طفولتهم تدريباً فعلساً على التفاعل مع الاخرين والعمللا في الاتجاه النافع من الحياة.
والمرء الذي يعمل في هذا الاتجاه النافع تجده شجاعاً واثقاً من نفسه, يواجه صعوبات الحياة ويبذل جهداً في حلها, له رفاق واصدقاء ويتعلقون به وهو حسن الصلة بجيرانه وزملائه, فهذا هو المعيار الثابت المؤكد.
وللمعاشرة اصول وبنود. وفي هذه البنود ما يجعلها جنة لائقة:
1- اعرف نفسك واعرف شريكك, وكلما زادت معرفتك بنفسك وشريكك ازداد حظك من النجاح.
2- احب شريكك حب المودة والحرص على كرامته وصحته وراحته.
3- اجعل من شخصيتك وشخصية شريكك وحدة واحدة, واجعل بيتك مستقلا ما امكن, وليس المهم الاستقلال في المكان او المنزل بل المهم ايجاد وحدة نفسية مشتركة بحيث لا تسمح للاخرين التدخل في شؤونكما الخاصة.
4- اعتن بصحتك وغذائك ورياضة جسمك, ان التريض يجدد الجسم والنفس ويبعث فيهما احساساً بالحرارة والسعادة.
ولتكن لكما نزاهاتكما الخاصة مهما تضخم حجم الاسرة او
كثرت المشاغل.
5- أهل نفسيكما للابوة والامومة, ادرسا جيدا حقائق الحمل والوضع والرضاع وتربية الصغار واشعرا اولادكما بان وجودهم مرغوب ومطلوب.
6- ليتسلح كل واحد منكم بالحلم وسعة الصدر,انتما شريكان وشركة الزواج شركة من نوع خاص واذا كانت الشركة العلادية تحتاج الى لياقة واللباقة, فان الشراكة الزوجية احوج الى اللباقة واللياقة.
7- لا تهملا تغذية زواجكما. ان الوةاج كالنبات يكون زاهراً وفواحاً وقد يصوح ويصفر وتذروه الرياح,ان الكلمات الطيبة والمجاملة والهدية في وقتها هي اهم ما ينفع لتغذية الزواج.
8- اذا قامت في وجهيكما صعوبات فتغلبا عليها بطلب العون والشورى من كبار السن وذوي الخبرة المخلصين والاقرباء.
9- اذا نشب بينكما خلاف فلا تقلقا, ان الخلاف امر طبيعي ولا خشية منه, والمهم ان تضعا مبادئ لحل الخلافات وتركيز الاوضاع.
10- ليتجنب كل منكما السيطرة وبسط النفوذ على شريكه وكذلك الملامة الحادقة والتقريع.
وليذكر كل زوج ان ثمة عوامل خطيرة تؤدي الى تدمير الزواج هي الكبرياء والاستحواذ والتجاهل والظلم.
وان ثمة اوهاماً يجب طردها وتجنبها اهمها الظن ان الجمال والمال احدهما او كلاهما عن العواطف الانسانية او الكلم الطيب.
هذه هي المحبة وذاك هو ما يسمى بالحب, نعود فنكرر قولنا: ان المحبة الرصينة تصعد وتصعد, انها تصعد المنحدر نفسه الذي يهبط عليه الحب المفتون.
ولهذا نقرأ في كتاب الله تعالى (ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون).