اللواء البطل عبدالعزيز الطودى .. أحد أبرز أسباب نجاح رفعت الجمال
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* ولد في :03/11/1932
* توفي في :09/2004
* الإسم الكامل : عبد العزيز الطودي
* تاريخ التحاقه بالمخابرات :1957
* تاريخ خروجه من المخابرات :1977
عبد العزيز الطودي أحد ضباط المخابرات المصرية من عام 1957 إلى غاية 1977.
ولد عبد العزيز الطودي في 3 نوفمبر عام 1932 تربى في منزل جده الشيخ إبراهيم الجبالى أحد علماء الأزهر، توفي والده وهو لم يبلغ 4 سنوات ، تزوج عبد العزيز الطودي ابنة خاله وأنجبت له عمر((وهو مؤلف وعازف موسيقى))و هبــة.
بعد اتمامه الثانوية التحق بالكلية الحربية عام 1951 ليتخرج منها عام 1953 و يلتحق بمدرسة مدفعية الميدان من يونيو إلى غاية ديسمبر من نفس العام ، إشتغل بعدها مدرسا في مدرسة المدفعية من يناير 1954 إلى غاية نوفمبر 1955 ، في ذلك العام انتقل عبد العزيز الطودى إلى دير البلح في قطاع غزة بفلسطين ثم إلى رفح وخان يونس ليعود بعدها إلى غزة في 15 يونيو عام 1956 ، و في 3 نوفمبر من عام 1956 سقط في الأسر، لكنه عاد إلى مصر مرة أخرى في يناير عام 1957 لينتقل بعدها إلى المخابرات العامة المصرية الذي استمر بها حتى العام 1977.
(عن موقع ويكيبديا )
عن الكاتب جمال الغيطانى:
لآن يمكن القول انهما التقيا لأول مرة، التقيا ولكن ليس في هذه الدنيا في العالم الآخر، وإذا جاز للخيال أن ينطلق فلابد أن اللقاء سيكون فريدا، غريبا، فكل منهما لم ير صاحبه في الحياة، رغم ارتباط مصيريهما الوثيق.
الأول: هو المصري رفعت الجمال، الذي أطلق عليه الروائي الراحل صالح مرسي اسما أدبيا ذاع وانتشر، رأفت الهجان.
الثاني: هو ضابط المخابرات المصري عبدالعزيز الطودي الذي كان مسئولا عن الاتصال وعمل رفعت الجمال داخل اسرائيل، كان يتعامل معه علي البعد، لم يلتقيا قط، ولم يتحدثا مباشرة، ولم يتواجها، منذ سنوات رحل رفعت الجمال بعد مرض عضال بالسرطان، ولحق به الروائي صالح مرسي الذي كتب ما جري، ومنذ أسبوعين، بالتحديد الأحد قبل الماضي ظهر اعلان في صفحة الوفيات بالاهرام ينعي إلي من يعرف أو من لا يعرف عبدالعزيز الطودي، أو عزيز الجبالي كما عرف في الرواية والمسلسل الشهير.
ورغم اشتهار الاسم البديل، فقدظل صاحبه الأصلي في الظل تماما. هكذا كانت طبيعة عمله، وهكذا ظل بعد احالته إلي التقاعد، اذكر انفعال صالح مرسي عندما حدثني عنه وزاره في بيته، وكان لصالح ¬ رحمه الله ¬ طريقة خاصة في التعبير، تعتمد علي حضوره كله، كان يتكلم بملامحه، وجسده وبكامل طاقته، لكن ثمة عبارة مازلت أذكرها قالها صالح. 'انه بيت انسان مصري شريف'، هذه العبارة ترجمتها عندي في ذاكرتي من خلال كثيرين عرفتهم وكانوا شرفاء مثله، خدموا الوطن باخلاص وتجرد، ومضوا في صمت، لم يسمع بهم أحد، ولم يعرفهم أحد ولكنهم تركوا للقريبين منهم السيرة الطيبة والخبرة، ومضوا، لم يجمعوا ثروة، ولم يصبحوا نجوما بالمعني السائد الآن، تذكرت ضابطا تعرفت عليه في جبهة القتال أثناء عملي كمراسل حربي، خدم في المخابرات العامة، وكان مسئولا عن بعض قبائل اليمن والكفاح المسلح في الجنوب المحتل ضد الانجليز، كان بين يديه أكياس الذهب، وأموال هو المسئول الأول والأخير عن التصرف فيها، عرفته أثناء خدمته في الجبهة، وظلت علاقتي به إلي الآن أمد الله في عمره، وكنت أتابع ومازلت صراعه مع ظروف الحياة وهو يمشي شامخ القامة، يفيض بكبرياء، ويحاول أن يوفق أوضاعه بين راتب تقاعدي محدود وظروف حياة وعرة، متصاعدة.
تذكرت الفريق أول محمد فوزي، بعد خروج الرجل من السجن عقب أحداث مايو الشهيرة، توثقت صلتي الانسانية به أكثر بكثير مما كانت عليه في زمن عملي كمراسل حربي، ومتابعتي للجهد العظيم الذي قام به عقب الهزيمة في بناء قواتنا المسلحة، هذا الرجل العظيم، النزيه، لم يكن يملك من الدنيا شيئا إلا منزلا يدفع أقساطا لتسديد ثمنه، وعندما صدر قرار بفرض الحراسة عليه عقب أحداث مايو لم يجدوا لديه إلا هذا المنزل الذي كان قانونا مازال ملكا للجمعية التعاونية لضباط القوات المسلحة، في سنواته الأخيرة كان مضطرا إلي كتابة بعض المقالات في صحف عربية لاستكمال تكاليف الحياة، وكنت أراه أثناء تزاملنا في منظمة التضامن الآسيوي الأفريقي يجيء راكبا وقائدا لعربة من طراز مرسيدس، سوداء، عتيقة.
صور عديدة تداعت عندي بعد قراءتي لخبر رحيل عبدالعزيز الطودي' عزيز الجبالي' تساءلت أيضا: من سيذكره؟ ربما كان أفضل حظا من غيره، فلولا أن المخابرات المصرية سمحت بالكشف عن أسرار هذه العملية الغريبة، الخارقة، وكان من نتيجتها تلك الرواية التي أبدعها صالح مرسي، وحولها يحيي العلمي إلي مسلسل يعد من أفضل ما قدم إلي المشاهدين خلال نصف القرن الأخير، لقد لمست عن قرب تأثير مسلسل' رأفت الهجان' علي جيل جديد بأكمله، لقد قدم التليفزيون في لحظة صحوة استثنائية نموذج البطل المصري الحقيقي النابع من التراب الوطني وقد لاحظت أن الدكتور ممدوح البلتاجي يتحدث كثيرا عن فكرة البطل. وعن الانتماء، وقد يبدو هذا غريبا الآن في زمن أصبحت السخرية فيه من فكرة الوطن والانتماء علنية ولها منظرون وفلاسفة. كم من المجهولين مازالوا مجرد سطور في ملفات راقدة، قد لا تفتح قط.
مرة أخري اسأل نفسي: من سيذكر عبدالعزيز الطودي وأمثاله؟ من؟
سيذكرهم الوطن، والمخلصون من أبنائه، هؤلاء الذين مازالوا يتمسكون بقيم الوطنية والشرف والنزاهة، بأمثال الطودي في مختلف المواقع، تظل الحياة تتدفق علي الطرقات، ويستمر عبور الجسور، وبسوق الاشجار، ونماء الدافع لدي هؤلاء للحصول علي العلم والاحتفاظ بقيم البعض يعتبرها الآن بالية، بأمثال الطودي تستمر الأوطان ولذلك سنذكره دائما.
توفي عبد العزيز الطودي في شهر سبتمبر عام 2004 عن عمر يناهز 72 سنة .
رحمه الله.
_________________
لكـــــــــــــــل امرئ دار *****
وداري منـــتدى احباب منشاة سلطان أهيم فيها يمنة ويسرة *****
والقى فيها صحــبي الأبـــرار أنـــهل منها علم ونور *****
وكنوز معرفة أسرار واســـرار كشامة على خد حسناء *****
تزينت فزادت حســناً ووقار وفي الليل البهيم تلألأت *****
كأنها علم على رأسـها نار ومن عبق ريحها وعبيرها *****
تفتحت بين جناباتها أزهار لله درك يامنشاوية فقد غدوت *****
شمساً أحاطت بها الأقمار فالزم اعتابــــــــها *****
فإنـــها ساحة الأخيــــــــــــار*****