[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحكومة تنوي معاقبة من يفرض على امرأة ارتداء النقاب بالسجن لعام واحد ودفع غرامة قدرها 15 الف يورو.
من النقاش حول الهوية الوطنية والهجرة الى تعدد الزوجات مرورا بحظر النقاب، يشكل الاسلام محور جدل عام في فرنسا منذ ستة اشهر مثيرا شعورا بالاستياء لدى المسلمين.
وقال مامادو الفا ديالو (73 عاما) قرب مسجد في باريس ان "الامر يزداد حدة كما لو ان الناس في قلوبها شيء ما ضدنا منذ فترة طويلة والآن السياسيون يقولون ذلك ويكشفون مشاعرهم".
وتنتهز حكومة نيكولا ساركوزي اليمينية كل فرصة للتعبير عن معارضتها عن اي من مظاهر التطرف في الاسلام معتبرة انها مخالفة لمبدأ العلمانية.
وستقدم قبل تموز-يوليو الى البرلمان مشروع قانون يمنع ارتداء البرقع والنقاب في الاماكن العامة.
وكشف نص نشرته صحيفة لو فيغارو الفرنسية الجمعة ان الحكومة تنوي معاقبة من يفرض على امرأة ارتداء النقاب بالسجن لعام واحد ودفع غرامة قدرها 15 الف يورو.
ونشرت الصحيفة مادتين من مشروع القانون الذي قدمته وزيرة العدل ميشال اليو ماري وسيعرض على مجلس الدولة قبل تقديمه الى مجلس الوزراء في 19 ايار- مايو.
واكد مصدر قريب من الملف صحة المعلومات التي نشرتها الصحيفة.
وقال عمار لصفر امام جامع ليل (شمال) ان النقاب "امر هامشي جدا (...) ومع ذلك يركزون عليه هنا في فرنسا كما لو انه المشكلة الاولى للمسلمين وللمجتمع". وتفيد احصاءات رسمية انه يشمل اقل من الفي امرأة في فرنسا.
واضاف ان "الامر يعطي انطباعا باننا نرى سيدات يرتدين البرقع في كل مكان. الناس يتحدثون عن ذلك كثيرا. هناك شعور بالاستياء لدى المسلمين وصرخة تقول (دعونا وشأننا)".
وازدادت حدة الجدل في نهاية الاسبوع الماضي بعدما فرضت الشرطة في نانت مخالفة على سيدة لانها كانت ترتدي النقاب وهي تقود سيارة.
وبعد ذلك انتقلت القضية التي غطتها وسائل الاعلام بشكل واسع الى زوجها الذي يعتقد انه متزوج من عدة نساء وعضو في مجموعة اسلامية متشددة، حسبما ذكرت وزارة الداخلية الفرنسية التي هددت بتجريده من جنسيته الفرنسية.
وقال الخبير السياسي رشيد بنزين انها "ظواهر عرضية تصبح وقائع في المجتمع (...) البحث عن كبش فداء ليس امرا جيدا لاحد".
وقال مسؤولو الجالية المسلمة التي تضم بين خمسة وستة ملايين شخص في فرنسا، انهم يخشون نتائج هذه الضجة الاعلامية المبالغ فيها.
وهم يشيرون مثلا الى ان مسجدا في ايستر (جنوب شرق فرنسا) تعرض لاطلاق نار من رشاش ليل السبت الاحد.
وقال احمد جاب الله مدير معهد يؤهل كوادر لجالية المسلمة في منطقة باريس ان "الناس قلقون حيال هذه المعالجة السياسية والاعلامية للامور (...) هناك بعض التخوف من ردود فعل مبالغ فيها في جو نشعر فيه ببعض العداء".
وخطر اثارة غضب المسلمين اشار اليه عدد من مسؤولي المعارضة وقادة الاغلبية اليمينية. وقد رأوا خصوصا ان الجدل الواسع حول الهوية الوطنية -- اي الشعور بالانتماء الى الامة -- الذي اطلقته الحكومة في تشرين الثاني/نوفمبر تحمل بذور خلافات بين الجاليات.
وعبر عز الدين قاسي امام الجامع في فيوربان (وسط اشلرق) ان "الناس الذين لا علاقة كبيرة لهم بالديانة الاسلامية يشعرون (...) انهم مستهدفون ويشعرون بالاستياء من هذا الجدل حول الاسلام".
ويدين مثقفون مسلمون نظرة تربط الاسلام في فرنسا برؤية متطرفة للدين ومجموعات متطرفة الى حد ما.
واكدت دنيا بوزار عالمة الانتروبولوجيا ان الخطب السياسية تغلب هذه الرؤية "كما لو ان الاسلام هو هذه المجموعات".
واضافت ان المسلمين "يشعرون ان الاسلام يخضع للمحاكمة"، موضحة ان "هذا ما كانت تريده المجموعات (المتطرفة) (...): وضع حد فاصل بين المواطنين الفرنسيين بشأن قضايا الاسلام".
وتابعت "لقد وقع السياسيون في الفخ".